في زمان ما، وفي مدينة ما من مدن بلاد الفرفار، صدرت أوامر بلدية ما... قالوا لا تضعوا أزبالكم خارج المنازل، بل حافظوا عليها، لكم تمنيت لو قالوا صراحة بل كلوها، لأن الحفاظ على الأزبال داخل المنازل لا يقابله إل أكلها للتخلص من روائحها
ترى لماذا هذا الاختيار من جانب البلدية؟ وكيف يمكن لنا أن نحتفظ بالأزبال داخل المنازل؟
أخيرا صدر التفصيل، إن المكنى المختار بن أبي العطار، قد نزل ضيفا على بلاد الفرفار، فأبت البلدية أن يشم روائحنا النتنة... نعم إنها نتنة، وباشا الفرفار يعلم جيدا لماذا
هنا فهمت المعنى، فقد قررت البلدية الموقرة في بلاد الفرفار طلب المعونة من المختار، وخافت أن يسألها المختار أين الهبة السابقة؟ سيقولون له إنها صرفت لأخذ الأزبال بعيدا وحرقها وربما إعادة تصنيعها لإنتاج الوقود النووي
وعلى ذكر إعادة التصنيع، لو أن صاحب بلدية الفرفار المبجل فكر قليلا لفطن لحل يريحنا ويريحه من الأزبال
لماذا لا يفكر في تصنيع القنبلة النووية بواسطة الأزبال؟ فلا قدر الله، لو حصلت حرب بين الفرفار وبلاد بوكبار المجاورة، لكان كافيا رشهم بأزبالنا حتى يدوخوا كلهم، لأن الجميع يعرف أن أزبالنا جد نتنة وروائحها كريهة تماما كعقولنا التي لا تفكر إلا في البطن وما تحت البطن
تصورا معي أزبالنا المتنوعة والمعروفة تسقطها طائراتنا الحربية (الورقية طبعا) على بلاد بوكبار فتسقط بقايا الشاي على الرؤوس، وتضرب الطماطم النتنة على الأعناق، وتتطاير جلود الدجاج فوق السيارات، وتدق بقايا الأحجار المقتلعة من الجدران فوق السطوح، وتحجب الأكياس السوداء ضوء الشمس عن الناس، أكيد أن الفزع والرعب سيملآن المكان، وأن باشا بوكبار سيهاتف باشا الفرفار طالبا الاستسلام
|